علّق محامو الأسرى، اليوم الخميس، العمل بمحكمة "عوفر" العسكرية، رفضاً للمضايقات التي يسعى الاحتلال لفرضها عليهم.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني أنه تم منع المحامين من إدخال هواتفهم المحمولة إلى حيز وقاعات المحكمة، الأمر الذي لم يكن قائما قبل ذلك.
وأكد نادي الأسير أن إجراءات التضييق من قبل إدارة معتقلات الاحتلال على المحامين المدافعين عن الأسرى، تصاعدت خلال السنوات الماضية، سواء خلال أداء عملهم داخل المحاكم أو خلال زيارتهم للأسرى.
كما أشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى أن هذه المضايقات على المحامين، تتزامن مع الهجمة الشرسة على الأسرى في العديد من السجون، والتي كان أعنفها التفرد الوحشي بأسرى معتقل "عوفر" بداية الأسبوع الحالي، كما أن هناك مضايقات على محامي الزيارات، تتمثل بتقييدها من حيث الوقت وعدد الأسرى الذين يتم زيارتهم.
وفي سياق متّصل، أعلن نادي الأسير الفلسطيني عن فشل المفاوضات مع إدارة معتقل "عوفر" وصرّح أن جلسة الحوار التي عقدت أمس الأربعاء بين الأسرى وإدارة معتقل "عوفر" انتهت بالفشل.
وذلك في بيان أعلن نادي الأسير الفلسطيني خلاله أن إدارة المعتقل كشفت عن نيتها فرض سلسلة من العقوبات على الأسرى، وتتمثل بعقد محاكمات للأسرى في الغرف التي تم حرقها في أقسام (15) و(11)، وفرض عقوبة بالسّجن الفعلي عليهم لمدة أربع سنوات وغرامة مالية بقيمة 40 ألف شيقل، إضافة إلى حرمان الأسرى من الزيارة و"الكنتينا" لمدة شهرين.
وعلى ضوء ذلك رفض الأسرى كل ما أملته إدارة المعتقل، وأكدوا أنهم مستمرون في الإضراب المتمثل بإرجاع وجبات الطعام والذي بدأ فعليًا منذ ثلاثة أيام، وأعلنوا أنهم بصدد اتخاذ خطوات نضالية أخرى، طالما استمرت الإدارة على موقفها، وخاصة فيما يتعلق بفرض العقوبات.
واعتبر الأسرى أن الحوار الذي تم اليوم لا يرتقي لمستوى الدماء التي سالت، وحجم الاعتداءات التي نُفذت بحقهم، خاصة أن الحوار فرض انطباعاً أن الجهات التي أدارت الحوار من إدارة المعتقلات لا تملك صلاحيات بالقرار، وأن خطوات الأسرى ستتواصل حتى يتم إدارة الحوار مع جهات تمتلك الصلاحيات.
يُشار إلى أن معتقل "عوفر" والذي يضم (1200) أسيرًأ منهم قرابة مئة طفل، تعرض لسلسة اقتحامات منذ تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، وذلك من قبل أربع وحدات من قوات القمع التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال، الأمر الذي نتج عنه إصابات بين صفوف الأسرى حيث بلغ عدد الأسرى المصابين نحو (150) أسيرًا، وكانت غالبية الإصابات كسور وجروح جراء الضرب المبرح الذي تم بواسطة الهراوات، وإصابات بالرصاص المطاط، واختناق بالغاز.
وقد استخدمت قوات القمع إضافة إلى الغاز والرصاص المطاط والهراوات- القنابل الصوتية، والكلاب البوليسية. علمًا أن جميع الأسرى المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات تم إعادتهم إلى المعتقل، إلا أن أقسام المعتقل جميعها ما تزال مغلقة.
وكان الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر قد أعلنوا بداية الأسبوع عن إطلاق "معركة الوحدة والكرامة" وقال الأسرى في بيان لهم: "نحن أمام مرحلة جديدة من القمع تهدد حياتنا كأسرى في ظل تنافس إسرائيلي محموم على قضم حقوقنا". وتابعوا: "سنفشل الرهان على استخدام ملف الاسرى كورقة رافعة للأحزاب الإسرائيلية لاستقطاب الناخبين".